في الوقت الذي يواصل فيه وزير حرب الاحتلال، بيني غانتس، مشاوراته العسكرية والأمنية لاختيار قائد جديد للجيش، خلفا لأفيف كوخافي الذي ينهي مهامه في كانون الثاني/يناير القادم، تتحدث المحافل الإسرائيلية أن رئيس الأركان المقبل سترافقه خمسة تحديات أمنية وعسكرية رئيسية، بعد أن تم تقليص التنافس بين الجنرالين هآرتسي هاليفي وآيال زمير.
مع العلم أننا أمام واحد من أهم المناصب الرئيسية في دولة الاحتلال، والمسؤولية على أكتاف رئيس الأركان كبيرة جدا، رغم قدرته المتواضعة على التأثير في ظل تزاحم باقي المستويات السياسية والأمنية في اتخاذ القرارات المفصلية، وفي هذه الحالة فإنه كل أربع سنوات يتلقى كل رئيس أركان جديد ميراث الجنرال الذي حل محله، بعقود موقعة لشراء الأسلحة ووسائل الحرب، وخطط العمليات العدوانية في الخارج.
تال ليف رام الضابط الإسرائيلي ذكر ما قال بأنها “خمسة تحديات مركزية يتوقع أن ترافق رئيس الأركان المقبل طوال فترة عمله، أولها إيران التي توشك أن تبرم اتفاقها النووي؛ مما قد يخفض فرصة الخيار العسكري ضدها، بعد أن استعدت إسرائيل في العامين الماضيين لهجوم مستقبلي على منشآتها النووية، وبات واضحا اليوم أنه ليس لديها حاليا خيار هجوم موثوق به، لكن قائد الجيش في السنوات المقبلة، سيكون مطلوبا منه رفع مستوى جاهزية الجيش للمواجهات العسكرية، وتبادل الضربات مع إيران على خلفية الحرب الصامتة الجارية بالفعل بينهما”.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف أن “التحدي الثاني أمام قائد الجيش المقبل، يتمثل بأزمة القوى البشرية في المؤسسة العسكرية، وتحديدا في الرتب الوسطى، المستمرة، والآخذة بالتآكل، وباتت الأزمة محسوسة بشكل جيد، وأسفر عنها أن المكانة والهيبة لدى كبار الضباط، تآكلت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما يستدعي من الجيش إلى إحداث تغيير كبير”.
وأوضح أن “التحدي الثالث هو حزب الله، ولعله الأخطر، ويوجد احتمال كبير للصراع معه، مع تزايد التوترات الأخيرة حول الجدل حول حدود المياه الاقتصادية مع لبنان، وضخ الغاز من خزان “كاريش”، رغم ما شهدته السنوات الأخيرة من انشغال الجيش بتحسين استعداده للصراع في الجبهة الشمالية، من خلال تدريب وحدات النخبة وسلاح الجو وشراء الأسلحة. صحيح أن الجيش لديه خطة قادرة على سحق قدرات الحزب العسكرية، ولكن تبقى نقطة الضعف في إمكانية تكرار فشل المستوى السياسي كما حصل في حرب 2006”.
وأشار إلى أن “التحدي الرابع يتمثل فيما تواجهه القوات الجوية في تآكل حريتها المطلقة التي تمتعت بها في السنوات الماضية، وإمكانية أن تتسبب أنظمة الدفاع الجوي الجديدة لدى الجهات المعادية في تغيير الصورة، ورغم أن مزايا القوة الجوية الإسرائيلية لا تزال واضحة، لكن في أوقات التوتر، يفكر الجيش مرتين قبل إرسال طائرة بدون طيار إلى بعض الأجواء المجاورة؛ لأن إسقاطها قد يتطلب ردا، مما يعبّد الطريق الى تصعيد لا تريده إسرائيل في بعض الأحيان”.
وأكد أن “التحدي الخامس يتمثل في الساحة الفلسطينية بشقيها: قطاع غزة والضفة الغربية، حيث سعى الجيش في السنوات الأخيرة للتعامل مع التهديدات والتحديات الأكثر أهمية، وعدم التورط في النزاعات على الساحة الفلسطينية، لكنه يجد نفسه مرارا وتكرارا منجذبا إلى ساحة غزة، وقد تحدث الجيش مؤخرا عن إمكانية تحقيق هدوء طويل الأمد، لكنها تبدو أمنيات أكثر من كونها تحليلا ذكيا للوضع القائم، ولذلك فإن قائد الجيش المقبل على قناعة أنه قد يُطلب منه بالفعل في السنة الأولى من منصبه دخول أول اختباراته ضد غزة”.
وختم بالقول؛ إنه “على صعيد الوضع الأمني في الضفة الغربية، فلم يعد سرا أن قادة الجيش مقتنعون أن محمود عباس يقترب من نهاية فترته كرئيس للسلطة الفلسطينية، ويمكن رؤية علامات الضيق والتململ بشكل رئيسي في مخيمات اللاجئين في جنين ونابلس، حيث تظهر السلطة الفلسطينية نقصا تاما في القوة، ونتيجة لذلك، يضطر الجيش للعمل في أماكن لا تسيطر فيها السلطة، وأصبحت المعارك مع المسلحين أكثر شيوعا”.