أكد الناطق العسكري باسم سرايا القدس أبو حمزة، أن ما قامت به سرايا القدس في معركة وحدة الساحات ضرورة شرعية ووطنية كسرت هيبة العدو من جديد، وحطمت أحلام الاحتلال الرامية إلى فصل غزة عن الضفة الغربية وكل فلسطين التي ستبقى أرضاً واحدة وساحة موحدة.
وشدَّد أبو حمزة، في كلمة له، خلال مهرجان “وحدة الساحات.. الطريق إلى القدس” الحاشد، على أن سرايا القدس فرضت الطوق بالقوة على ما يسمى غلاف غزة، وعلى مدار أربعة أيام أوقفت قادة الغدر والانهزام على أصابع الأقدام يحفهم الرعب، مشيراً إلى أن مُدُناً كبرى في كيان العدو شهدت عمليات إجلاء جماعي، في صورة تعزز المأزق الوجودي للكيان الذي سيزول إن شاء الله.
وأوضح أن رجال سرايا القدس الأبطال أبدعوا في مختلف الوحدات العسكرية بالرد على الغدر الصهيوني، وعلى مدار ثلاثة أيام قاموا بدك المغتصبات والقواعد العسكرية ومدن المركز بما فيها البقرة المقدسة تل أبيب وما حولها بما يزيد عن ألف صاروخ وقذيفة، والتي من ضمنها دك ثمان وخمسين مدينة ومغتصبة بدقيقة واحدة برشقات صاروخية مكثفة.
وبيَّن أنه “قد يكون في قادم الأيام ما يظهر حجم الذعر الذي استوطن جنود العدو الذين فروا كما الجرذان تحت ضربات مجاهدينا الأبرار من مواقعهم العسكرية كمن يتخطفه الموت”.
وقال أبو حمزة: “إن معركة “وحدة الساحات” البطولية بأيامها الثلاثة جاءت رداً على اغتيال القائدين الكبيرين قائد المنطقة الشمالية “تيسير الجعبري” (أبو محمود)، وقائد المنطقة الجنوبية “خالد منصور” (أبو منصور)، في جريمة واضحة تعكس غدر الاحتلال واستراتيجيته الخائبة في نظرية اغتيال القادة الذين يخلفهم باستشهادهم ألف قائد ويحمل لواءهم فرسان جدد”.
وأضاف: “سيبقى مشروع المقاومة -بعون الله-، صلباً بدماء الشهداء القادة، وبالحفاظ على وصاياهم التي ترجمها أبطالنا في ردهم الشجاع عبر حمم الصواريخ التي وصلت كافة مدن ومغتصبات ما يسمى غلاف غزة، وصولاً إلى تل أبيب ونتانيا ومدن المركز وعشرات المواقع العسكرية الصهيونية”.
وجدد التأكيد على أن سرايا القدس أعددت نفسها ميدانياً للقتال في أصعب الظروف وأعقدها، وكانت وما تزال تمتلك نفساً طويلاً يتخطى أضعاف أضعاف عمر المعركة التي استبسلت فيها وكانت صاحبة اليد العليا.
وأوضح أن سرايا القدس عاهدت ربنا وشعبنا بعدم السكوت على الدم الفلسطيني، وعدم التهاون أمام عذابات الأسرى وانتهاك المسرى، وفي سبيل ذلك قدمت في هذه المعركة -معركة وحدة الساحات- قادةً كباراً عظاماً وقف المحتل أمام جهادهم صاغراً ذليلاً لعشرات السنين، وهم الشهيد القائد “خالد منصور” والشهيد القائد “تيسير الجعبري” أعضاء المجلس العسكري في سرايا القدس.
وأضاف الناطق العسكري للسرايا: “قدمنا إلى جانب الشهيدين الجعبري ومنصور عشرة أبطال من قادة ومجاهدي السرايا البواسل أقمار فلسطين، وهم: الشهيد القائد رأفت شيخ العيد الزاملي- الشهيد القائد سلامة عابد – الشهيد القائد زياد المدلل- الشهيد المجاهد محمد البيوك – الشهيد المجاهد فضل زعرب – الشهيد المجاهد تميم حجازي – الشهيد المجاهد أسامة الصوري- الشهيد المجاهد أحمد عزام – الشهيد المجاهد يوسف قدوم- الشهيد المجاهد محمد نصر الله، ومعهم أبناء شعبنا البطل ممن ذهب العدو لاستهدافهم؛ طمعاً في صورة نصر مزيفة ملطخة بدماء الأبرياء والأطفال والنساء”.
وتابع: “لقد حاول العدو بأدوات مختلفة تأليب الحاضنة الشعبية للمقاومة التي تحطمت على صخرة وعيها وصمودها وكبريائها كل المؤامرات، فكان شعبنا العزيز المقدام كما عهدناه وفياً صادقاً مخلصاً مقدماً الروح على الكف؛ فداءً للمقاومة، وسعياً للكرامة، وطلباً للحرية”، مُوَجِّهاً العرفان لأبطال شعبنا في كل الساحات، وعلى رأسهم أبناء قطاع غزة الصابر، شركاء الإنجاز الذين كانوا سنداً أصيلاً ورافعة لمشروع المقاومة والتحرر.
وشدَّ أبو حمزة على أيدي مجاهدي السرايا الأبطال في الضفة الأبية بكتائبها الباسلة مَنْ قَضُّوا مضاجع المحتل، وأعادوا لنا المجد التليد، وتوجه بالسلام إلى أرواح الشهداء العظام من أبناء شعبنا وقادتنا ومجاهدينا، كما أبرق بالتحية للأسرى الأبطال الأحرار الذين هم عنوان الحرية والكرامة.
وحيَّا أبناء المقاومة الأبية وأنصارها وجمهورها، الذين زحفوا من مختلف الساحات في غزة الصمود، ورفح الثورة، وجنين الانتفاضة، وسوريا العروبة، ولبنان المقاومة؛ تلبيةً لنداء الواجب والنفير، واستكمالاً لمشهد الإنجاز المبارك الذي صنعه المجاهدون في سرايا القدس عبر معركة وحدة الساحات البطولية.
وقال أبو حمزة: “إن معركة وحدة الساحات تعد واحدة من المحطات المفصلية في عمر وتاريخ نضال شعبنا ومقاومته، ولذلك حُقَّ لجمهور المقاومة، أن يفخروا بصنيع فرسان الجهاد وسرايا القدس، وأن يرفعوا رؤوسهم عالياً بما أنجز المغاوير في وجه عدوان بربري أحمق، أُرِيْدَ من خلاله لنا أن نرفع الراية البيضاء وأن نصمت”.
وأكد الناطق العسكري للسرايا أن رد السرايا كان بزئير الأمين العام القائد الفدائي زياد النخالة الذي أثلج صدور الأحرار خلال ساعات معدودة، عبر قرار دك فلسطين المحتلة بالصليات الصاروخية التي جعلت جيش العدو ومعه قطعان المستوطنين تحت الأرض يتوسلون وقف النار، النار التي ألهبت قلب بيت العنكبوت.
وأضاف: “إننا ونحن نناظر هذا الحضور المهيب في هذا المهرجان الموحد في مختلف الساحات، نتيقن تمام اليقين بأننا نسير في طريقنا الواضح الصحيح الذي هو امتداد لمسيرة من الدم والتضحيات، عمادها الشقاقي وشلح وثلة القادة والمجاهدين والاستشهاديين على طول فلسطين وعند حدودها”.
ووجه أبو حمزة رسالة إلى قادة العدو الذين يلوحون بالاغتيال مجدداً، مفادها أن في جعبتنا ما يسوء وجوهكم ويجعلكم تندمون على اللحظة التي فكرتم فيها بالمساس بقيادة المقاومة التي ستبقى -بإذن الله-، وسيذهب عدونا وقادته -كما أسلافهم- يجرون ذيول الهزيمة والعار.
وجدد التأكيد على تمسكنا بمشروع الجهاد والمقاومة، ومواصلة أداء رسالتنا الجهادية في كل وقت وحين، إعداداً، ومشاغلةً، وقتالاً، في كافة الظروف، ووقتما دعت الحاجة.
وتقدَّم أبو حمزة بالتحية للأذرع العسكرية التي شاركتنا ميدان المواجهة في وحدة الساحات، كما تَوجَّه بالسلام للشعوب العربية والإسلامية جمعاء التي كانت معنا سنداً خلال العدوان، مؤكداً أنه كنا نستحضر عزمكم وأرواحكم معنا خلال المعركة، ونحن وإياكم على موعد بتحرير أرضنا ومقدساتنا عما قريب -بإذن الله-.