حذرت قيادات عسكرية ومعلقون في “تل أبيب” من المخاطر الناجمة عن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية في عمق قطاع غزة رداً على عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة حماس.
وقال الجنرال ديفيد عبري، الذي سبق له أن شغل منصبي نائب رئيس أركان الجيش وقائد سلاح الطيران الإسرائيلي، إن شن عملية برية في قطاع غزة سيكون “فخاً استراتيجياً” لإسرائيل، محذرا من أن إسرائيل ستفاجأ بعد اقتحام غزة بريا بتفجر مواجهات في الضفة الغربية ومع “حزب الله“.
ونقلت صحيفة “هآرتس”، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، عن عبري قوله إن قرار إسرائيل شن عملية برية يعني أنها تعمل “وفق الخطة الإيرانية”، لافتا إلى أنه على الرغم من الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في “طوفان الأقصى” فإن غزة “لا تمثل تهديدا وجوديا ويمكن معالجة التهديد الذي تمثله عبر الغارات الجوية ومن خلال ضغوط اقتصادية، لكن في حال اقتحمنا غزة فإننا سنقع في المصيدة وهذا سيفضي إلى تهديد وجودي“.
وأضاف عبري: “تنفيذ عملية برية في غزة سيكون قراراً صائباً فقط في حال قررت إسرائيل البقاء في غزة، لكن لأن إسرائيل لا تنوي البقاء هناك فإن تأثير هذه العملية لن يتجاوز العقاب فقط وهو ما كان يمكن أن تحققه إسرائيل عبر الغارات الجوية“.
وأشار عبري إلى أن جيش الاحتلال سيتكبد خسائر فادحة خلال تنفيذ العملية البرية، فضلا عن أنه سيكون من الصعب على القيادة الإسرائيلية تحديد موعد إنهاء العملية والانسحاب.
من ناحيته، شكك كاتب الرأي شلومي إلدار في قدرة جيش الاحتلال على شن عملية برية واحتلال غزة.
وفي تحليل نشرته “هآرتس”، تساءل إلدار: “هل الجيش الإسرائيلي اليوم قادر على احتلال غزة؟ وهل وحداته، التي تحولت إلى مجرد شرطة لحماية المستوطنين في الضفة الغربية منذ سنين حصلت على التدريب الكافي بحيث باتت مؤهلة لاقتحام غزة والدخول إلى أزقة: جباليا، والشاطئ، وخانيونس والشجاعية؟“.
وواصل إلدار الذي عمل لسنوات طويلة مراسلا في غزة لأكثر من قناة إسرائيلية طرح أسئلته: “هل إسرائيل النازفة والتي يعصف بها الألم جاهزة لتكبد المزيد من مئات القتلى أو أكثر؟… وما الثمن الذين سندفعه مقابل إعادة احتلال غزة؟ وما الذي سنحصل عليه في المقابل؟“.
وأضاف: “مؤلم أن نعترف، فقد كبرنا ونحن نتشرب أسطورة الجيش الإسرائيلي، جيش الشعب الأقوى من بين جيوش العالم أو على الأقل من بين جيوش الشرق الأوسط، لكن الجيش الإسرائيلي في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 هو جيش ضعيف، فقد كان هناك من أراد إضعافه وإفساده وإبعاده عن المعركة الحقيقية…لقد كان هناك من اعتقد أن بالإمكان تحويله إلى قوة شرطة لحماية المستوطنات في الضفة الغربية“.
وأردف قائلا: “حماس تحوز على آلاف الجنود الذين يمتازون بدافعية أيديولوجية دينية ووطنية…التوق إلى الشهادة يضطرب في صدورهم…حماس ليست مجرد قيادة عسكرية وسياسية، بل أيضا أيديولوجية وجوهر، ودين وعقيدة، فضلا عن مئات الآلاف من المؤيدين المستعدين للموت دفاعا عن غزة وفي سبيل الله”، على حد تعبيره.
أما كاتب الرأي أوري مسغاف فقد لفت إلى أن جيش الاحتلال غير مؤهل من ناحية لوجستية لشن عملية برية في عمق قطاع غزة.
وفي مقال نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم، أكد مسغاف أنه تلقى اتصالات من وحدات في القوات النظامية والاحتياط تفيد بافتقادها إلى الكثير من العتاد الذي يمكّنها من تنفيذ الجهد الحربي.