أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن مواجهة الكيان الإسرائيلي لا تقتصر على كونه كيانًا يحتل جزءًا من الأرض الفلسطينية، بل إنه يشكل خطرًا استراتيجيًا على فلسطين ولبنان ومصر وسوريا والأردن والمنطقة والعالم بأسره.
واعتبر الشيخ قاسم في الليلة السابعة من احياء مراسم عاشوراء في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن إسرائيل، برؤيتها وأدائها، تمثل خطرًا حقيقيًا، مستشهدًا بتوصيف الإمام الخميني للكيان بأنه “غدة سرطانية” تنتشر وتضرب كل الغدد السليمة، مؤثرة على المسار الإنساني والاجتماعي ومستقبل الأجيال القادمة.
وشدد الشيخ قاسم على أن مواجهة إسرائيل ليست أمرًا بسيطًا، بل هي مواجهة لخطر استراتيجي، وأن حزب الله يتصدى لهذا الخطر إنسانيًا وإسلاميًا ووطنياً من أجل الأجيال المقبلة. وبيّن أن من يرفض مواجهة إسرائيل بحجة عدم انتمائه للخط الإسلامي الذي يتبناه الحزب، عليه أن يواجهها على الأقل إنسانيًا، لأن إسرائيل تشكل خطرًا على الجميع، بمن فيهم المسيحيين واليهود والأميركيين والعالم بأسره.
وأشار إلى تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو، الذي قال إن بلاده تسعى لتغيير الشرق الأوسط الجديد، أي إعادة برمجته وصياغته وربطه بإسرائيل، مؤكداً أن من يظن أن علاقة إسرائيل تقتصر على الفلسطينيين واللبنانيين مخطئٌ للغاية، لأن إسرائيل تمثل خطرًا استراتيجيًا شاملًا.
ولفت الشيخ قاسم إلى أن إسرائيل رغم اتفاق وقف النار الأخير ما تزال المعتدي الدائم، مسجلة أكثر من 3700 خرق، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يراقب هذه الانتهاكات، لكن ردود أفعالهم لا تتجاوز المطالبة بتقديم بعض التنازلات، فيما يواجه حزب الله إسرائيل بالمقاومة كما بدأها.
وأكد أن “إسرائي”ل تخطط دائمًا للاعتداء والتوسع، وأنها تؤثر على حياة اللبنانيين والمنطقة، مشددًا على ضرورة قول “لا” ومواجهة هذا الاعتداء.
أما فيما يتعلق بالقضايا الداخلية اللبنانية، أوضح الشيخ قاسم أنها مسائل داخلية تُعالج وتتفق عليها داخليًا دون تدخل إسرائيلي أو خارجي في تفاصيلها أو اتفاقاتها، مطالبًا إسرائيل بالالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الدولة اللبنانية، فيما تُعالج القضايا الداخلية من قبل اللبنانيين أنفسهم.
وشدد الشيخ قاسم على رفض حزب الله لأي تهديد بالقوة أو تدخل خارجي في القرارات الداخلية، مؤكدًا أن الحزب لا يقبل أن يُساق إلى المذلة أو أن تُسلم الأرض أو السلاح للعدو الإسرائيلي، ولا يقبل التنازل عن الحقوق التي كفلها القانون الدولي والشرائع السماوية.
الجرحى ذخيرتنا الحقيقية وحزب الله هو حزب الإمام المهدي
وفي جانب آخر من كلمته، أشار الشيخ قاسم إلى أن الحزب تربى على نهج الإمام الحسين وسيد شهداء الأمة السيد حسن، وقدم التضحيات دفاعًا عن هذا الطريق واستمراريته، مؤكدًا أن أصوات الحزب ترفرف عاليًا بشعار “هيهات منا الذلة”، وأنه لا مجال لأي ضغط يؤثر على موقف الحزب، لأن الحق معه، وإسرائيل وأميركا هما المعتديان على لبنان والمنطقة.
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان “جرحى المقاومة هم تاج الروؤس”، وتابع “انتم الشهداء الاحياء وذخيرتنا الحقيقية وانتم مددنا الى السماء والحجة البالغة لاستمرارية المسيرة ورفع الراية”، واضاف “أعتز ولي الشرف ان نكون معا ايها الجرحى من حملة راية الامام المهدي(عج) وراية حزب الله والمقاومة الاسلامية، سنتابع معا وننتصر ان شاءالله وندائي معكم لبيك يا حسين”.
وقال الشيخ قاسم “أيها الجرحى، أيها الشرفاء، انتم دوركم كبير ويؤكد انكم في حالة رضى واستمرارية”، واضاف “أخبروني ان الجرحى القدماء يدربون الجرحى الجدد، ايها الجرحى خاصة جرحى البايجر واللاسلكي انتم تاج الرؤوس وسنبقى معكم ونستفيد من طاقاتكم وقد أبقاكم الله لان لديكم امكانات يجب الاستفادة منها سنكون معا على خط المقاومة والولاية والحق”، وتابع “هذه الليلة هي ليلة أبي الفضل العباس حامل الراية وقد رايت هذا المشهد الرائع من خلال اخواننا الجرحى الذين كانوا نموذجا للحيوية المرتبطة بخط حزب الله والمقاومة الاسلامية”.
وحيا الشيخ قاسم الجرحى، وقال لهم “أيها الجرحى في كل مكان انتم ادخلتم الى قلوبنا حالة من العزيمة والقوة والعظمة”، وتابع “السلام على الجرحى المقتدين بأبي الفضل العباس الباذلين مهجهم على درب الحسين(ع) والحاملين لراية الامام المهدي(عج)”.
وقال الشيخ قاسم “موضوعنا اليوم عن الامام المهدي وعن القيادة المنتظرة بعد ان قطعنا اشواطا عبر التاريخ بدءا بالنبي محمد(ص) وبالامام علي والائمة(ع) وصولا الى الامام المهدي(عج)، وفي فترة غيبته نعيش مع قيادة ولي الامر الامام الخامنئي على نهج الامام الخميني(قده) وبرفع الراية من خلال قيادة سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله ومع صفيه الشهيد السيد هاشم صفي الدين وكل الشهداء الذين عملوا في هذا الخط”.
وسأل الشيخ قاسم “لماذا نؤمن ان الامام المهدي هو القائد الذي سيظهر ليقود العالم الى العدالة والاسلام؟”، وقال “هو القائد العظيم الذي يظهر في اخر الزمان ويقود العالم الى العدالة والاسلام وهذا محل إجماع عند السنة والشيعة والفرق ان السنة يقولون انه سيولد في اخر الزمان، أما الشيعة فيقولون انه غاب غيبة كبرى 329 للهجرة وسيظهر مجددا ان شاءالله عندما يأذن الله تعالى، امامنا حاضر حي بعيد عن الأنظار حتى يأذن الله له لقيادة البشرية الى العدل والإسلام”.
عن الرابط بين حركة بين الامام الحسين والامام المهدي، قال الشيخ قاسم “توجد حركة للانبياء في حياة الناس وبالتالي هذه الحركة استمرت بعد خاتم الانبياء محمد(ص) من خلال الامام علي كحركة إمامة وليست نبوة كوحي وفي هذه الحركة جاء الامام الحسين في لحظة مهمة حساسة كادت البشرية ان تنتقل الى انحراف حقيقي يعطل مشروع الاسلام الاصيل”، وتابع “بهذه التضحية العظيمة التي قدمها الامام الحسين مع أهل بيته(ع) استطاع ان يوجد المنعطف الحقيقي لتصويب المسيرة تمهيدا لاستمراريتها على خط الصواب حتى تصل الى الامام المهدي ليقوم بالقيادة العالمية”، واكد ان “دور الامام الحسين دور مفصلي شكل حالة من التقويم من اجل ان تبنى الجماعة عبر التاريخ لتكون بإمرة الامام المهدي”.
وعن التكليف في زمن الغيبة، قال الشيخ قاسم “نحن أصحاب مشروع حيث التزمنا بالخط الالهي الاسلامي الخط المستقيم، ما هو تكليفنا عندما نعلم ان هناك قائد سيظهر، صحيح لدينا قادة وولي فقيه وكلهم يعملون بالاتجاه الصحيح، لكن الرمز الصحيح سيظهر ما هو تكليفنا؟”، وتابع “تكليفنا ان نعمل كما لو انه بيننا ان نعمل بتكليفنا الاسلامي نجاهد الاعداء نربي الاولاد ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونحاول ان نقدم التجربة الرائدة، انتظار هذا الامام يعطينا دافع اضافي لتقديم هذه التجربة وتصبح حالة العزيمة اقوى بكثير”، واضاف “في حال غيبة الامام ننتظر الفرج الذي يقرره الله، نحن في حالة الانتظار وندعو الله ان يعجل فرجه وهذا جزء من التشجيع لنا لانه يعزز الارتباط بالامام المهدي، وان نتابع حياتنا بشكل طبيعي بل ان نكون متحمسين للقيام بهذا العمل”.
وقال الشيخ قاسم إن “حالة الارتباط بالامام المهدي هي حالة دافعة للمزيد من العطاء وليست حركة من السكون بعيدا عن الحركة والجهاد، المنتظرون للامام المهدي هم في حركة دؤوبة ويعملون ليل نهار يجاهدون في سبيل الله يرفعون راية الحق ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وعشاق لمحمد وال بيته ، هؤلاء المنتظرون هم بحالة انتظار عملي”، وتابع “لماذا نقول ان ابناء المقاومة الاسلامية هم من المنتظرين لاننا نعتبر ان هذا الخط الذي نسير عليه يوصل الى الامام المهدي سواء في هذا العصر او في عصر آخر، وهذا ما اكده الامام الخميني اكثر من مرة ان الجمهورية الاسلامية هي دولة الامام المهدي لان العمل الذي تقوم به هو عبارة عن العمل الذي سيقوم به الامام المهدي”، وأضاف “أقول لكم ان حزب الله في لبنان هو حزب الامام المهدي”.