بعد أشهر من تنظيم الحملات والتجمّعات، وصل السباق الانتخابي الأميركي إلى محطّة أساسية مع بدء عمليات التصويت عبر البريد الجمعة في ولاية كارولاينا الشمالية التي تشهد منافسة حادة بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.
ومن المقرر أن تبدأ كارولاينا الشمالية بعد ظهر الجمعة إرسال أكثر من 100 ألف بطاقة اقتراع إلى الأشخاص الذين لا ينوون التوجّه شخصيا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
وتحمل هذه الخطوة أهمية خاصة، لا سيما أنّ هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد تعدّ واحدة من الولايات الست أو السبع التي قد تحدّد الفائز في الانتخابات الرئاسية.
وكان ترامب قد فاز في كارولاينا الشمالية بفارق ضئيل على جو بايدن في العام 2020. غير أنّ كامالا هاريس تعتمد على الأميركيين السود والشباب للفوز فيها على الملياردير الجمهوري، على اعتبار أنّ ترشيحها أعاد تحفيز هاتين الفئتين الانتخابيتين.
ويحقّق المرشّحان للبيت الأبيض نتائج متقاربة حاليا في استطلاعات الرأي، ومن المتوقع أن تجري الانتخابات في مناخ متوتر، فقد أشار ترامب مرات عدة إلى أنه لن يقبل نتائج الاقتراع إلا في حال فوزه.
ويعمل ترامب على استعادة الزخم تمهيدا للمناظرة المرتقبة ضد هاريس في العاشر من أيلول/سبتمبر، بعدما كان أحرز تقدما كبيرا على بايدن في استطلاعات الرأي، قبل أن ينسحب الأخير من السباق في 21 تموز/يوليو.
ويتهم المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي ونائبته بالمسؤولية عن موجة من الجرائم المرتبطة بالهجرة غير النظامية، وهو ما تنفيه الإحصائيات.
لكن استطلاعات الرأي ما زالت تظهر شكوكا في قدرة كامالا هاريس على معالجة ملفي الأمن والهجرة.
وسعى فريق حملتها للرد الجمعة من خلال نشر رسالة دعم وقعها عناصر شرطة.
وجاء في الرسالة “سيتعين على الأميركيين في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل الاختيار بين شخص قضى حياته في تطبيق قوانيننا وشخص أدين بانتهاكها”، في إشارة إلى مسيرة هاريس القضائية والإدانة الجنائية لترامب في قضية دفوعات مالية غير معلنة لممثلة إباحية سابقة.
وينظم ترامب الذي تتم محاكمته في عدة قضايا أخرى، والمتهم خصوصا بمحاولة قلب نتيجة انتخابات 2020، اجتماعا انتخابيا السبت في ويسكنسن، وهي ولاية أخرى تشهد منافسة حادة.
ومن جهتها، توجّهت منافسته الخميس إلى ولاية بنسلفانيا استعدادا للمناظرة مع منافسها الجمهوري التي تنظّمها شبكة “إيه بي سي” في فيلادلفيا.
ولم تجرِ نائبة الرئيس إلا مقابلة واحدة منذ دخولها السباق الانتخابي، لكنها ستجري مقابلة أخرى مع محطة إذاعية ناطقة باللغة الإسبانية في منتصف النهار.
ووفقا لتقارير إعلامية، من المنتظر أن تشارك في فعاليات عدة قبل المواجهة المتلفزة، لتخالف إستراتيجية جو بايدن الذي توارى لعدة أيام استعدادا لمناظرته في حزيران/يونيو ضد دونالد ترامب.
وستعتمد المرشحة الخمسينية على الدعم المالي الكبير الذي حظيت به، فقد أعلن فريق حملتها جمع 361 مليون دولار في آب/اغسطس، أي “أكثر بثلاث مرات” ممّا جمعه معسكر ترامب.
وبذلك فإن “المبلغ الذي جمع منذ دخول هاريس الحملة الانتخابية، بلغ 615 مليون دولار”، وفق بيان للحملة.
وتملك المرشحة الديمقراطية احتياطيا من الأموال يبلغ 404 ملايين دولار، قبل أقل من شهرين من الانتخابات التي يتوقع أن تكون متقاربة للغاية والتي سيتخلّلها إنفاق مبالغ هائلة من الجانبين.
وستنفق كامالا هاريس 370 مليون دولار على الأقل على الدعاية التي تنقل عبر التلفزيون والإنترنت بين الثاني من أيلول/سبتمبر وموعد الانتخابات في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
ومن جهته، أعلن فريق حملة ترامب الأربعاء جمع 130 مليون دولار منذ آب/أغسطس، وصندوقا بقيمة 295 مليون دولار متاحة على الفور.