google-site-verification=0y7SK1TSqpUjd-0k3R3QUeUDKj-1chg6Il-3Qtn7XUM
وكالة عيون القدس الإخبارية
وكالة عيون القدس الإخبارية

أسباب عقوق الوالدين وعلاجه

عقوق الوالدين العقوق في اللغة:

مشتق من كلمة عقَّ، وهو القَطْع، أما عقوق الوالدين في الاصطلاح هو صدور ما يتأذى منه الوالدان من ولدهما من قول أو فعل، وهو مخالفة الوالدين فيما يأمران به من أمور مباحة وسوء الأدب في القول والفعل، وقد حذّر الله تعالى في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من عقوق الوالدين وعدّها من الكبائر التي قد تدخل صاحبها النار، ففي الحديث النبوي الشريف عن أبو بكرة بن الحارث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ – وَجَلَسَ وَكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ – أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَت]، فقد أعطى الإسلام مكانة خاصة للوالدين وميزهما عن غيرهما من الناس، وقد فرض الله تعالى على الآباء برّ أبنائهم في نفس الوقت من تسمية المولود بالاسم الحسن، وحسن تربيته، والإنفاق عليه، وتعليمه ما يفيده في دنياه وآخرته من تعاليم الدين وأحكامه، فإذا حدث أيّ تقصير من قبل الأهل في أي شيء من هؤلاء فقد يقابلهم الأبناء بالعقوق والعصيان، ويعاني الكثير من الوالدين من عقوق أبنائهم لهم في وقتنا الحاضر، فقد نسى هؤلاء الآباء بأن فرصة التربية قد ضاعت منهم باستخدامهم لأساليب تربوية خاطئة، أو بالتغافل عن أبنائهم وتجاهل احتياجاتهم، والغرق في مُلهيات الحياة بعيدًا عن تربية الأبناء التربية الصالحة، فكونوا أيها الآباء عونًا لأبنائكم وساعدوهم على برّكم والابتعاد عن عقوقكم.

 

أسباب عقوق الوالدين:

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى عقوق الأبناء لوالديهم، وأهم هذه الأسباب هي:

الجهل: فالعديد من الأبناء يجهلون آثار وعقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة، فإذا جهل الولد عواقب العقوق تساهل في فعلها، وقاده ذلك إلى العقوق والتمرد على والديه والابتعاد عن برّهما.

سوء التربية: فإذا لم يربي الآباء أبنائهما على التقوى ومخافة الله تعالى في كل أمورهما، ومعرفة المكانة العظيمة للوالدين وجزاء برهما، فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق.

الصحبة السيئة: فالصحبة السيئة هي سبب رئيسي من أسباب العقوق، إذ تؤثر الصحبة السيئة في إضعاف دور الأهل من قدرتهم على السيطرة على ابنهم، وبالتالي عصيانه وعقوقه لهما. عقوق الوالدين لوالديهم: فإذا كان الوالدان عاقان لوالديهما فإن جزاء ذلك سيكون حتمًا بعقوق أبنائهما لهما.

التفرقة في المعاملة بين الأبناء: فالكثير من الأهل يفرقون في معاملة أبنائهم، مما يورث في نفوسهم البغضاء والكره لوالديهم، فتسود الكراهية التي تؤدي في النهاية إلى تمرد الأبناء وعقوقهم لوالديهم. عدم إعانة الوالدين لأبنائهما على البر: فبعض الآباء لا يعينون أولاده على بره ولا يشجعونهم إذا أحسنوا التصرف معهم.

قلة مخافة الله: خاصة في حالات الطلاق، فالكثير من الوالدين إذا حصل بينهما طلاق لا يتقيان الله في ذلك، فقد تحرض الأم الابن على أبيه، أو يحرض الأب الولد على أمه، فيسود الحقد والكره في نفس الولد على أهله مما يؤدي إلى عقوقه لهما.

الزوجة السيئة: فقد يبتلى الإنسان بزوجة سيئة لا تخاف الله، ولا ترعى حقوق الوالدين، ولا تعين الزوج على آداء واجباته نحوهما، فتجد بعض الرجال يتمردون على والديهم بل ويخرجونهم من بيتهم إلى مأوى العجزة، أو يقطع زيارته لهما إرضاءً لزوجته.

علاج عقوق الوالدين:

توجد العديد من الأمور التي تعين المسلم على برّ والديه وتبعده عن غضبهما، ومنها:

المصاحبة بالمعروف: فمهما يكن حجم الخلاف بينك وبين والديك يجب عليك عدم التطاول عليهما ومصاحبتهما بالمعروف، وحتى لو كان الخلاف في أصل الدّين، وجاهد فيه الوالد ولده على الإشراك بالله تعالى، فذلك لا يمنع من أن يكون للوالد حق على ولده ولا شيء يلغي هذا الحق مهما بدر من الوالدين.

خفض جناح الذل لهما: فالكلام والنقاش مع الوالدين ليس كالنقاش والكلام مع بقية الناس، فنحن مأمورين بخفض جناح الذل لهما، ولين الكلام، وخفض الصوت أمامهما، وعدم نهرهما، والتواضع لهما.

لا تمد عينيك إلى أحوال الدنيا: فالكثير من الخلافات بين الأبناء والآباء نتيجة عدم رضا الأبناء عن واقعهم وحياتهم التي يعيشونها، والنظر إلى أحوال الآخرين من مأكل ومشرب وملابس فاخرة، فيدفعه ذلك للتسخّط وعدم الرضا والطلب من الوالدين ما لا يستطيعون تلبيته، مما يؤدي إلى حدوث العقوق والمشاكل التي لا تنتهي، فالحل هو الرضا والتعايش مع الواقع الذي تعيشه ولا تمد نظرك لمال وجاه غيرك فتقع في المعاصي.

عدم إشعار الأهل بالتقصير: فالوالد مطالب بالمصروف على أولاده وزوجته بحسب قدرته واستطاعته، فعلى الأولاد أن يكيفوا أنفسهم مع واقع والدهم ولا يشعرونه بالتقصير وعدم الرضا عن الواقع الذي يعيشونه، ويقدّروا كل ما يقوم به من مجهود لإطعامهم وكسوتهم.

الموعظة والتربية الإيمانيّة: فعلى الأولاد أن يسمعوا للمواعظ والأحاديث التي تحث على برّ الوالدين وعدم إظهار التسخّط عليهما، وأن يربوا أنفسهم التربية الإيمانية الصحيحة بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله. قد يُهِمُّك توجد العدبد من العواقب والأضرار التي يجنيها الابن العاق من جرّاء عقوقه لوالديه،

 

وأهم هذه الأضرار:

عقوق الوالدين من أكبر الكبائر: فقد حذرت الكثير من الآيات والأحاديث النبويّة من عقوق الوالدين، وعدّها العلماء من أكبر الكبائر التي قد يجنيها الفرد في حياته، ففي الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [جاءَ أعْرابِيٌّ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما الكَبائِرُ؟ قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ عُقُوقُ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: اليَمِينُ الغَمُوسُ قُلتُ: وما اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قالَ: الذي يَقْتَطِعُ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هو فيها كاذِبٌ]

استحقاق لعنة الله لمن سب والديه أو لعنهما: فمن العقوق التي يقوم بها بعض الأبناء هي سبّ الوالدين أو لعنهما، فمن فعل ذلك من الأبناء فقد استحق لعنة الله عليه في الدنيا وغضبه في الآخرة. تعجيل عقوبة عاق والديه: فإن الله تعالى يُعجّل عقوبة الولد العاق لوالديه في الدنيا قبل الآخرة، فالعاق لوالدية لن يحظى بالتوفيق والرضا الإلهي، ولن يحظى سوى بأولاد عاقين له وغير مطيعين لأوامره.

عقوق الوالدين من أسباب دخول النار: فعقوق الوالدين وعصيان أوامرهما والتمرّد عليهما سبب رئيس لدخول النار والبعد عن الجنة ونعيمها، فقد توعّد الله سبحانه وتعالى العاق لوالديه بعدم دخول الجنة. استجابة دعوة الوالد على ولده العاق: فمن المعروف أن الله تعالى لا يرد دعوة الوالد على ولده، والوالد لن يصل لمرحلة الدعاءعلى ابنه إلا إذا تجاوز كل حدوده وتخطى كل الحواجز ومارس جميع أنواع العقوق، لذلك على الأبناء الحذر كل الحذر من دعاء الوالدين وعقوقهما.

Leave A Reply

Your email address will not be published.