ينما تحتفل دول العالم العربي في الحادي والعشرين من آذار/ مارس، ب”يوم الأم” ..
أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن 37 أمّا يُستشهدن يوميا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة المحاصر.
تتسأل الأمهات في غزة .. بأي حال عاد “يوم الأم” هذا العام ؟!!
يأتي “يوم الأم” هذا وقد تخضبت أرض غزة وأنقاض منازلها المدمرة .. بدماء آلاف الأمهات الفلسطينيات وأشلائهن ..
يأتي هذا العام وقد امتلأت الخيام المتهالكة بدموع النازحات وقهرهن .. وبشعور مرّ بالعجز أمام أبسط طلبات أطفالهن التي لا تستطيع تلبتها إما لعدم توفرها أو لبلوغ أسعارها حدا لا تٌطيقه ..
في غزة ارتقت آلاف الأمهات شهيدات تحت أنقاض بيوتهن التي حولتها الصواريخ والدبابات الإسرائيلية إلى ركام، وأُخريات فقدن الزوج والأبناء والأخ .
فمنذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم استشهدت نحو 9 آلاف امرأة، وأُصيبت نحو 25 ألفا، وهذه الأرقام الرسمية فحسب، حيث تقول التقارير أن الأرقام الحقيقة تبلغ أكثر من الضعفين,
وفي غزة أيضا، توثق البيانات إعدامات ميدانية لنساء حوامل كن يرفعن الرايات البيضاء وهنّ في طريقهنّ إلى مستشفى العودة، وفي غزة تواجه الأمهات تحديات تفوق الخيال في الحصول على الرعاية الطبية الكافية والتغذية والحماية قبل وأثناء وبعد الولادة، فهنالك 60 ألف حامل يعانين سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة بحسب أرقام رسمية.
أمام صبر الأمهات في قطاع غزة .. كل الكلمات تصغر .. وتصبح بلا معنى .. لا معنى للقوانين الدولية وحقوق الإنسان .. ولا معنى لبرامج تمكين المرأة واحترام حقوقها .. في حضرة أم تجلس بقرب ما تبقى من ركام بيتها .. تنتظر انتشال جثامين أطفالها الشهداء الذين لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني إنقاذهم .. لا معنى للأمومة وعيد الأم !!
